الجزائريون يصنعون ملحمات تضامن "مدهشة" عبر مواقع التواصل
يتميز الشعب الجزائري عن غيره من الشعوب، بروح التضامن والتآزر في مختلف الأزمات والمحن، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ويظهر هذا التضامن من خلال المبادرات الشعبية والجماعية التي تعكس وحدة المجتمع الجزائري ورابطة الدم.
مع كل أزمة تولد الهمة، ومع كل همة يُخمد لهيب اليأس والحاجة، هي ملحمة التضامن التي يصنعها الجزائريون مع بعضهم البعض بعد كل نداء من مريض او محتاج، ليؤكدوا ان ذلك أسلوب حياة متأصل في ثقافتهم وقيمهم.
"يحتاج ابني إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة في الخارج"، "أمي مريضة وأنا يتيمة الأب، أريد ترميم بيتي ولا أملك المال"، "أنا مريض ولا أستطيع تأمين الدواء بسبب ارتفاع سعره"، "كلنا فلان... حملة تضامنية لجمع مبلغ ملياري لعلاج فلان في الخارج"، كلها عبارات وعناوين لحملات تضامنية عبر صفحات على مواقع التواصل تهدف إلى جمع المال لمساعدة المحتاجين، والتي يصادفها الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي في يومياتهم.
في الجزائر حملات التبرع لعلاج المرضى ومساعدة المحتاجين، خاصة الأطفال والفقراء الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية مكلفة داخل أو خارج البلاد. تشهد إقبالًا كبيرًا، خاصة اذا قادتها صفحات او شخصيات موثوقة ومعروفة لدى الشعب الجزائري بمصداقيتها ومحتواها النافع.
خلال الاسابيع الماضية، نظمت صفحات كبيرة حملات تضامن لقيت تجاوبا واسعا من طرف الجزائريين، والبداية كانت مع صفحة الناشط "وليد جبر الخواطر" الذي قاد حملات تبرع وتضامن ناجحة لفائدة الأيتام والأرامل والمرضى، وأبرزهم الطفل صهيب الذي فقد عينه بسبب مرض سرطان، ناهيك عن وضع عائلته الصعب، حيث بادر في البداية طبيب من ولاية البليدة رفض الكشف عن هويته بالتكفل بتوفير عين اصطناعية لصهيب، قبل ان تلتحق صفحة كبرى على الفايسبوك تدعى "ألجيريانو" ومعها "توب كومونتار"، وحتى صفحة "الجزائر الخضراء" وصفحات اخرى ذات محتوى مفيد، بحملة جمع مبلغ مالي للطفل فالتف حوله الشعب الجزائري الكريم و منحوا لعائلة الطفل ما يحتاجه من المال لاستبدال العين و لكن المفاجأة أن الطفل فقير و يسكن في بيت لا يليق فإلتف من حوله الناس مرة أخرى و قاموا بجمع 1 مليار و644 مليون سنتيم في 3 ايام فقط وتم شراء المنزل.
ولم يتوقف الامر هنا فقط، فقد لبى الجزائريون نداء لشراء سيارة للناشط "وليد جبر الخواطر" من اجل استغلالها في عمله الخيري وهو ما كان حيث تم جمع 300 مليون سنتيم في بضع ساعات.
بعدها نظمت حملة اخرى، جمع من خلالها ازيد من مليار سنتيم في ظرف قياسي قدره يومين، لتسديد مستحقات أحد البنوك وحماية عائلة يتيمة بالميلية في ولاية جيجل من شبح التشرد بعد وفاة والدهم.
لتنتقل حملات التضامن الى فصل جديد، من خلال اطلاق حملة للتكفل بحالة الطفل زاكي ابن الـ 11 سنة ، مصاب بداء التهاب الكبيبات المناعي النادر ، وعلاجه يتطلّب مبلغا يقدر بـ 86 ألف يورو في إحدى مستشفيات أوروبا ، أي ما يعادل قرابة 2.4 مليار سنتيم بسعر السوق السوداء، وهو ما تحقق واكثر من المبلغ المطلوب حيث تم جمع 2 مليار و 550 مليون بعد ايام معدودة فقط من اطلاق الحملة من طرف صفحة "ألجيريانو" بمعية صفحات صديقة اخرى.
وفي ملحمة خيرية أخرى صعّدت من نسق التبرع الخيري، تخص المدعوة "منار" المتواجدة في حالة صحية حرجة جدا حيث تعاني من مشكل تنفس يستلزم زرع رئة في أقرب وقت، قدرت فاتورة علاجها بـ5 ملايير سنتيم، ولم يتأخر الجزائريون هذه المرة، حيث تم جمع الـ "خمسة ملايير" كاملة غير منقوصة ، في ظرف 75 ساعة بالتمام والكمال.



