مالي: إسم الإمام محمود ديكو يبرز كخيارٍ أخلاقي جامع لانقاذ الدولة

مع اقتراب نهاية حكم الطغمة الانقلابية في مالي وفي خضمّ العواصف السياسية والأمنية الخطيرة التي تضرب هذا البلد الساحلي منذ سنوات، تبدو البلاد أكثر من أي وقت مضى بحاجةٍ إلى قيادةٍ رشيدة تمتلك الشرعية الأخلاقية، والقدرة على جمع الكلمة وتوحيد الصفوف.

وفي هذا السياق، يبرز اسم الإمام محمود ديكو كأحد أبرز الشخصيات التي يمكن أن تمثل نقطة توازن حقيقية، وركيزة أساسية في أي مرحلة انتقالية جادة نحو الاستقرار والديمقراطية.

الإمام محمود ديكو ليس مجرد رجل دين أو خطيب جامع باماكو الكبير، بل هو رمز وطني له تأثير اجتماعي واسع. فقد لعب لسنوات طويلة دور الوسيط بين السلطة والشعب، ووقف في وجه قرارات تعسفية حين صمت كثيرون، وساند مطالب الشعب في الإصلاح دون الانجرار إلى العنف أو التطرف.

أسلوبه في الخطاب يجمع بين العقلانية والعمق الديني، ما جعل الملايين يرونه صوت الحكمة الذي يمكن أن يقود البلاد في مرحلةٍ دقيقة، تجمع بين إعادة بناء الدولة وإصلاح النفوس.

ديكو ليس غريبًا عن السياسة أو الإدارة العامة. فقد شارك في هيئة العلماء المسلمين في مالي وكان من مؤسسي المجلس الإسلامي الأعلى الذي ترأسه لسنوات، حيث قاد وساطات حساسة بين الحكومات المتعاقبة والجماعات المسلحة في الشمال.

وقد أثبت في أكثر من مناسبة أنه قادر على فهم توازنات القوى المحلية والدولية، وأنه رجل حوار لا يُقصي أحدًا، بل يسعى إلى إدماج الجميع في مشروع وطني جامع.

وفي بلدٍ مثقلٍ بالصراعات العرقية والمناطقية، تعتبر شخصيته التوافقية عنصرًا نادرًا لا يمكن تجاهله.

ومؤخرا تصاعدت الدعوات لعودة الإمام محمود ديكو إلى المشهد السياسي، بعدما بدأ الماليون يُدركون من يستطيع إنقاذهم حقاً.

وعلى غرار الجمعيات ومختلف التيارات الشعبية، نشر المعارضون للإنقلابي ⁧‫غويتا‬⁩ وللطغمة الانقلابية في ⁧‫مالي‬⁩ وثيقة يطالبون فيها بتسليم السلطة للإمام محمود ⁧‫ديكو‬⁩ لإنقاذ مالي من حالة الانسداد والفوضى التي تمر بها.

‏للإشارة الإمام ديكو المتواجد في ⁧‫الجزائر‬⁩ منذ 2023، ويعتبر أحد أكثر الشخصيات نفوذا في مالي، وعمل كوسيط بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة ويتمتع بخبرة تفاوضية كبيرة، وهي الصفات التي قد تجعله عاملا اساسيا لانقاذ مالي التي تحولت في فترة وجيزة، بفعل السياسات الخطيرة للمجلس العسكري، إلى بؤرة توتّر تُهدّد بامتداد تداعياتها إلى الدول المجاورة، وفي مقدّمتها الجزائر.

وتشير آخر التطورات في الجارة الجنوبية، إلى إمكانية سقوط العاصمة باماكو في الأيام القليلة القادمة على يد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الإرهابية التابعة لما يُسمى بـ”تنظيم القاعدة”، وذلك بسبب حصار الوقود الذي طبّقته هذه الأخيرة والتي عززت نفوذها في مختلف أنحاء البلاد ما سمح لها بمنع وصول الوقود إلى العاصمة ما شلّ المدارس والمؤسسات الاقتصادية.

كما أصدر أنصار الإمام محمود ديكو، بيانا، نشره الصحافي المالي عمر الأنصاري، يطالبون فيه بعودة الإمام ديكو لـ”إنقاذ” مالي من أزمتها.

وأبرز البيان أن محمود ديكو أكثر شخصية منقذة محتملة لمرحلة انتقالية قائمة على الشرعية الأخلاقية والحكمة والحوار الشامل.

 ويرى أنصار ديكو، أن الأوضاع الأمنية في مالي تؤكد فشل الجيش المالي في استباب الأمن والاستقرار، مؤكدين أن الفراغ السياسي والأخلاقي يستدعي عودة الإمام الملقب بـ”صانع الملوك” باعتباره من القلائل الذين يحظون بثقة غالبية الماليين على اختلاف أديانهم وتوجهاتهم.

وفيما يلي الميثاق الذي نشره أنصار الإمام ديكو حول مبادرته:

- ليست الحاجة إلى انقلاب جديد، بل إلى قيادةٍ شرعية تعيد الثقة بين الدولة والمجتمع وتوحّد القوى الحيّة حول ميثاقٍ أخلاقي–اجتماعي.

- مالي غارقة في مأزق سياسي وأمني بعد خمس سنوات من حكمٍ انتقالي عسكري فقدَ الزخم والشرعية، مع تصاعد هجمات الجماعات المسلّحة وتآكل الثقة الوطنية.

- يبرز الإمام محمود ديكو كوجهٍ قادر على إطلاق انتقال جديد يستند إلى الشرعية الأخلاقية والحكمة والحوار الشامل.

- نجاح ديكو مشروط بتشكيل دائرة من رجال ونساء ذوي قناعة وكفاءة ووطنية لقيادة تجديدٍ سياسي.

الركائز المقترحة:

- القيادات الدينية والأخلاقية لإعادة بناء الثقة المجتمعية،

- ساسة معتدلون ووطنيون ذوو خبرة، - تكنوقراط وإصلاحيون نزيهون بعيدًا عن الزبائنية،

- وسطاء محليون ودبلوماسيون لصناعة السلام والتفاوض مع المسلحين،

- قوى اجتماعية واقتصادية (نقابات، نساء، شباب، رواد أعمال) ضمن ميثاق أخلاقي–اجتماعي.

- المطلوب ليس انتقالا عسكريا جديدا ولا حوارا شكليا، بل “انتقال الفرصة الأخيرة”: صدمة أخلاقية وسياسية تعيد وصل الشعب بالدولة عبر قيادة شرعية توحّد وتُصالح.

- في هذا الإطار يمكن للإمام ديكو أن يجسّد أمل مالي في دولة متصالحة وعادلة وذات سيادة.

من نفس القسم تعـاون دولـي