
الجزائر ترصد ميزانية معتبرة للجيش في 2026 لحماية حدودها
- بواسطة المصدر
- في 08 أكتوبر 2025
- 1201 قراءة
واصلت الجزائر تعزيز إنفاقها الدفاعي في مشروع قانون المالية لسنة 2026، حيث خُصص لوزارة الدفاع الوطني مبلغ 3.208 مليار دينار جزائري، أي ما يعادل 24.6 مليار دولار أمريكي، لتظل بذلك القطاع الأعلى تمويلاً ضمن مختلف الوزارات، في إطار ميزانية عامة تُقدّر بنحو 135 مليار دولار.
ويأتي هذا التطور في سياق منحى تصاعدي للإنفاق العسكري عرفته الجزائر خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغت ميزانية الدفاع نحو 25 مليار دولار في عام 2025، بعد أن كانت في حدود 21.6 مليار دولار سنة 2024، ما يعكس التوجه الاستراتيجي للدولة في تعزيز جاهزيتها العسكرية وتطوير منظومتها الدفاعية لمواجهة التحديات الإقليمية والأمنية المتنامية.
ورُصد لبرنامج الدفاع الوطني مبلغ 608 مليار دينار جزائري (حوالي 4.68 مليار دولار) لتغطية النفقات التشغيلية المتعلقة بالجاهزية القتالية والتكوين واقتناء العتاد والتجهيزات الحديثة، إلى جانب أعمال الصيانة والدعم الفني للوحدات والمصالح المركزية.
بينما حصل اللوجستيك والدعم المتعدد الأشكال على 861 مليار دينار جزائري (نحو 6.62 مليار دولار)، وهي مخصّصات موجّهة لتطوير منظومات النقل والإمداد العسكري، وتحسين قدرات الصيانة والتخزين، وضمان التموين المستمر للقوات المسلحة.
واستحوذت الإدارة العامة لوزارة الدفاع الوطني على الحصة الأكبر من الميزانية، بقيمة 1.736 مليار دينار جزائري (حوالي 13.35 مليار دولار)، لتغطية نفقات تسيير الهياكل الإدارية والمصالح المركزية، وتمويل مشاريع البنى التحتية العسكرية والمدارس ومؤسسات الخدمات الاجتماعية.
وتأتي هذه الزيادات في ظل تفاقم استحقاقات الأمن والدفاع الوطني والتحديات الأمنية المتنامية على حدود الجزائر الجنوبية مع مالي والنيجر وليبيا، إلى جانب الأوضاع غير المستقرة في منطقة الساحل الإفريقي، خاصة مع تعاظم المخاطر المرتبطة بالإرهاب والاضطرابات في منطقة الساحل، والجريمة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والمخدرات والمهلوسات في هذه المناطق غير المستقرة، خاصة أن الجزائر محاطة بمجموعة دول تعاني من هشاشة سياسية وضعف في مؤسسات الدولة وقدراتها، على غرار مالي والنيجر وليبيا، ما يجعل من رفع الإنفاق الدفاعي خيارًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز الردع والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وبحسب المراقبين، فإن الجزائر تواصل ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز القوى العسكرية في إفريقيا والعالم العربي، من خلال برامج طموحة للتحديث والتصنيع العسكري المحلي، وتوسيع قدراتها الدفاعية وفق رؤية شاملة للأمن القومي.