الجزائر تأخذ مسارا جديدا في استغلال خام الحديد

المصدر/ ليلى عمران

كسبت الجزائر رهانا اقتصاديا قويا باستكمالها إنجاز خط السكة الحديدية الذي يربط تندوف بمنجم غارا جبيلات (135 كلم)، والذي يعتبر شطرا من المشروع العملاق لخط السكة الحديدية المنجمي الذي يربط جنوب غرب البلاد بشمالها بطول 950 كلم بين بشار وتندوف، والذي من شأنه أن يقلل من تكلفة نقل المادة الخام من الحديد انطلاقا من منجم غارا جبيلات نحو مختلف مناطق التصنيع، فضلا عن أهميته في الدفع بالحركة التنموية بالمنطقة وإنعاش الاقتصاد الوطني بشكل عام.

ويعد هذا الانجاز، مرحلة حاسمة لمسار استغلال خام الحديد من منجم غارا جبيلات، ونقله نحو وحدات التحويل في شمال البلاد، ما يفتح آفاقًا جديدة في تصدير هذه المادة نحو الأسواق الدولية، وتوفير قيمة استيرادها التي تصل إلى 3 ملايير دولار، وهذا حسبما أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لدى وضعه لحجر أساس المشروع العملاق شهر نوفمبر من سنة 2023، خلال زيارة عمل وتفقد قادته لولاية تندوف، أين شدد الرئيس على قيمة هذا المشروع بقوله أن "مستقبل الجزائر مرتبط بمنجم غارا جبيلات"، متابعا "هذا هو الاقتصاد الذي نريده، وهو مشروع يعطي نفس آخر للاقتصاد الوطني".

كما يعتبر هذا المشروع العملاق للسكة الحديدية حلقة الربط الرئيسية في سلسلة إنتاج الحديد والصلب في الجنوب الغربي للبلاد والذي سيسمح بنقل أكثر من 140 ألف طن يوميا من خام الحديد عبر ثماني قطارات في كل اتجاه بعد إطلاق مقطعه الأول الرابط بين بشار وحدودها مع ولاية بني عباس عبر مسافة 200 كلم، كما يتوخى من هذا المشروع الإستراتيجي الذي تعول عليه الدولة في تدعيم الإقتصاد الوطني، ضمان وتأمين إمداد مصانع الصلب والحديد الوطنية بالمواد الخام وزيادة مداخيل الصادرات خارج المحروقات.

وتأتي قيمة الخط الحديدي الجديد -الذي يعتبر بوابة تفتح آفاقا تنموية واعدة لتثمين الثروات المنجمية بالمنطقة-، من قيمة منجم غارا جبيلات، الذي يُعد من أضخم المناجم على المستوى العربي و العالمي، باحتياطي يقدر بـ3.5 مليار طن من خام الحديد، وهو ما يمثل فرصة إستراتيجية حقيقية لتعزيز الأمن الصناعي في الجزائر، كما يُنتظر أن يساهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، في عالم تتزايد فيه أهمية الموارد الطبيعية وتحتدم فيه المنافسة العالمية على مصادر الطاقة والمعادن.

من جهة أخرى ، سيساهم المشروع الذي يربط منطقة غارا جبيلات بولاية بشار في تعزيز الحركية الاقتصادية من خلال نقل خام الحديد نحو مناطق التصنيع تجسيدا لتوجه الدولة الرامي إلى تثمين الثروات المنجمية بولاية تندوف التي تعتبر بوابة الجزائر نحو الغرب الإفريقي، وكذا المساهمة في ترقية المبادلات التجارية مع دول الجوار الإفريقي.

من نفس القسم - إقتصـاد -