المخابرات الفرنسية تقود محاولة انقلاب عسكري فاشل في تشاد
فشلت المخابرات الفرنسية في تنفيذ انقلاب عسكري بالعاصمة التشادية إنجمينا الليلة الماضية، حيث تصدت وحدات الجيش التشادي المكلفة بتأمين القصر الرئاسي لهجوم شنته حركة بوكو حرام الإرهابية.
ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بمنطقة القصر الرئاسي ومحيطها بالعاصمة التشادية، ونجحت قوات الجيش في القضاء على عدد من المهاجمين والسيطرة على الوضع.
أعلنت الحكومة التشادية أن 18 مهاجماً قتلوا وأصيب 6 آخرون، بالإضافة إلى مقتل أحد أفراد الأمن الرئاسي وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم حالة خطرة.
وقال وزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة، عبد الرحمن كلام الله، إن قوات الأمن أحبطت الهجوم بالكامل، مؤكداً أن "الوضع تحت السيطرة".
وللإشارة، فقد تزامن الهجوم الإرهابي ساعات قليلة قبل زيارة رسمية كانت مبرمجة لوزير الخارجية الصيني إلى تشاد.
كما تزان الهجوم مع استنكار الحكومة التشادية لتصريحالت الرئيس الفرنسي ماكرون، حيث عبرت عن “قلقها البالغ إزاء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الجمهورية الفرنسية, إيمانويل ماكرون, والتي تعكس موقف ازدراء تجاه إفريقيا والأفارقة”، حسب بيان أصدره وزير الخارجية التشادي, عبد الرحمن كلام الله, تمت تلاوته على التلفزيون الرسمي.
وكانت تشاد قد ألغت في أواخر نوفمبر الماضي الاتفاقيات العسكرية التي كانت تربطها بالقوة الاستعمارية السابقة.
وشدد الوزير التشادي على أنه “يجب على القادة الفرنسيين أن يتعلموا احترام الشعب الإفريقي”, مبرزا “الدور الحاسم” لإفريقيا وتشاد في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين, وهو دور “لم تعترف به فرنسا أبدا”, فضلا عن “التضحيات التي قدمها الجنود الأفارقة”.
وحسب قراءات لخبراء ومتابعين للملف، فإن ما تعرضت له تشاط امس هو محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة ضد السلطات الحاكمة في تشاد.
وبرأي متابعون، فإن بصمات المخابرات الفرنسية جد واضحة في الهجوم الذي شنته جماعة بوكو حرام الإرهابية ضد القصر الرئاسي بالعاصمة إنجمينا، حيث تعمل ” الدي آس تي ” منذ سنوات على دعم وتمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل من أجل توفير مبررات لتواجدها العسكري، بحجة مكافحة الإرهاب، غير أن انتفاضة الشعوب الإفريقية عجل برحيل هذه القوات غير أن مساعي قصر الإليزي لاستعمار البلدان الإفريقية عبر ما صار يعرف بـ ” الاستعمار الجديد ” لا تزال متواصلة، تارة بالإنقلابات العسكرية وأخرى بالتهديد والوعيد.